موقع النجم الاخباري

أهلًا بعام 2026… يا رب يعمّ فيه السلام .. بقلم الكاتب الصحفي محمد حلمي

الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 07:08 مـ 10 رجب 1447 هـ
أهلًا بعام 2026… يا رب يعمّ فيه السلام .. بقلم الكاتب الصحفي محمد حلمي

وداعًا 2025… وأهلًا 2026. لم يكن عام 25 عابرًا، بل كان ثقيلًا، مليئًا بما يكفي من الدروس والأوجاع، ليجعلنا أكثر صمتًا من فرط ما شاهدناه، وما مرّ علينا من أيام ثقال. عام 2025 لم يمرّ علينا مرور الكرام، لكنه ترك في القلوب ثقوبًا، وفي العقول أسئلة، وفي الأرواح مساحات كانت ممتلئة ثم فرغت.

كان عامًا اختبر صبرنا، وقاس صدق نوايانا، وفضح وجوهًا اختبأت خلف الأقنعة. تعلّمنا فيه أن بعض الخسارات رحمة، وأن بعض النجاة لا تأتي في صورة فرح، بل في صورة ابتعاد. تعلّمنا أنه ليس كل من بقي يستحق البقاء، وليس كل من رحل كان خسارة. تعلّمنا أن الزمن لا يداوي كل شيء، لكنه يكشف كل الأقنعة.

وداعًا عام 25… وداعًا لكل وعد لم يكتمل، ولكل حلم تأجّل، وداعًا لليالي القلق، ولصباحات أُجبرنا عليها، ولضحكات كانت تخفي تعبًا أكثر مما تعلن فرحًا.

أما أنت يا عام 2026، فنستقبلك لا ببراءة الأعوام الأولى من حياتنا، بل بحكمة التجربة. نستقبلك بقلوب أقل اندفاعًا بسبب كثرة أوجاعها، وأكثر فهمًا. لم نعد نطلب الكثير ولا المستحيل، نطلب سلامًا داخليًا لا يُشترى، وراحة لا ترتبط بظروف، وثباتًا على الحق لا تهزّه خيبات عابرة.

نريد أن نختار أنفسنا دون شعور بالذنب، نريد حياة أكثر استقرارًا وسلامًا ومحبة، نريد ترميم ما تهدّم بداخلنا، نريد عامًا يملؤه الأمل. لا نطلب المعجزات، بل نطلب الحب والإخلاص والنقاء وسعة الصدر وتحمل بعضنا.

نريد السلام والرخاء لمصرنا الحبيبة، أعظم بلاد الدنيا وأجملها. مرحبًا بعام جديد قد لا يكون الأسهل، ولكنه قد يكون الأصدق. نتمنى أن يكون القادم أفضل وأجمل.

وكل عام وأهلي وأصدقائي وزملائي والعالم كله بخير، يعمّ فيه الوفاء والسلام ربوع البلاد.
اللهم آمين.